أكد رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك في كلمته بمناسبة توقيع اتفاق السلام بجوبا أن اتفاق اليوم ليس معاهدة لاقتسام السلطة والثروة بل هو صفحة جديدة في نهضة إنسان السودان واستبدال فواتير الذخيرة والسلاح بمدخلات الإنتاج والتنمية.
وقال د.حمدوك إن التحدي الكبير لإنجاح السلام هو الإجابة على سؤال الاقتصاد ومعاش الناس، مشيراً إلى أن الحكومة شرعت في مجابهة هذا التحدي عبر مستويات عدة ومنها مؤتمرات شركاء السودان الذي استضافته ألمانيا عوضاً عن المؤتمر الاقتصادي القومي الذي أُقيم الأسبوع الماضي في الخرطوم والذي شاركت فيه الجبهة الثورية كأكبر دليل على أن السلام قد أصبح حقيقة.
وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة طرحت كذلك مشروع الأحزمة الخمسة التي تغطي رؤيتها أرض السودان ما سيساعد على إسكات صوت البندقية للأبد وعودة الإنسان السوداني لحياته الطبيعة، وقال “لاتنمية بدون سلام ولا سلام مستدام بدون تنمية متوازنة ولاديمقراطية بدون السلام والتنمية”.
وجدد رئيس مجلس الوزراء رسالته للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور وقال “مازلنا في انتظاركم” مطالباً إياهم بالانضمام لهذا السلام.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن سودان الثورة والتغيير يظل يعمل بكل همة لأن يصبح السلام شاملاً ومستداماً وترفرف راياته فوق ماتبقي من أرض السودان.
وأوضح أن الاتفاق أصبح ممكناً الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ بلادنا بتضافر الجهود والعزيمة والإرادة وأن الثورة التي أنجزها الشعب السوداني بمختلف مكوناته وأطيافه بعد صبر ومثابرة تذكرنا في كل لحظة التزامنا بالمحافظة على مكتسبات السلام والحرية والعدالة التي مُهرت بتضحيات الملايين.
وكان رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك شارك اليوم بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في مراسيم توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية وأطراف عملية السلام من حركات الكفاح المسلح وذلك بمشاركة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائبه الأول الفريق أول محمد حمدان دقلو وعدد من أعضاء مجلسي السيادة والوزراء، بالإضافة إلى حضور رؤساء دول تشاد، جيبوتي، الصومال، إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، رئيس وزراء مصر ، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، ونائب وزير الخارجية السعودي للشؤون الأفريقية، وممثلون لدول الترويكا وأمريكا والإمارات والبحرين وسفراء عدد من الدول الصديقة والشقيقة بجانب قيادات حركات الكفاح المسلح وممثلي قوي الحرية والتغيير وقيادت الإدارة الأهلية وأعضاء السلك الدبلوماسي.